العلوم الرياضية تنغير- محمد


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

العلوم الرياضية تنغير- محمد
العلوم الرياضية تنغير- محمد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسباب تدهور التنوع البيولوجي في واحة تنغير

اذهب الى الأسفل

أسباب تدهور التنوع البيولوجي في واحة تنغير Empty أسباب تدهور التنوع البيولوجي في واحة تنغير

مُساهمة من طرف Mohamed 2007-08-21, 17:50

‌أ. عامل الجفاف



منذ عقد السبعينات من القرن الماضي، بدأت الواحة تتأثر بعامل الجفاف، وكان من أهم أسبابه ضعف التساقطات التي لا تتجاوز 100 ملم سنويا، مما أثر سلبا على منسوب المياه الجارية، خصوصا في نهر تودغى الذي لم يعد يؤمن سقي كل أراضي الواحة، ليصيب التصحر والقحولة جنوبها، فتضررت المنظومات البيئية. هذه الوضعية أثارت في منتصف السبعينات (فبراير 1975) بعض القلاقل بشأن توزيع مياه الدورة السقوية، رغم أن هناك قوانين مخزنية واتفاقيات وُضعت في عهد الاستعمار تنظم توزيع مياه النهر. هذه الأزمة استمرت وتفاقمت بعد ذلك، ليبدأ التفكير في إيجاد بدائل أخرى لتجاوزها.
‌ب. الاستغلال المفرط للمياه الجوفية



في الواحة ومنذ القدم تستغل المياه الجوفية باستعمال أدوات تقليدية (الدلو، أغرور...)، ولكن ذلك لم يعد مجديا مع ازدياد أعداد السكان وارتفاع حاجياتهم الغذائية وتفاقم أزمة الجفاف... فتم الشروع في بداية السبعينات في استغلال تلك المياه بواسطة الضخ الآلي. فارتفع بشكل مهول عدد المحطات، بعضها يستغل بشكل جماعي، وأخرى بشكل فردي([3]). وقد ساهم في ذلك الانتشار ما عرفته تلك العقود من انتعاش في تحويلات أبناء المنطقة المقيمين بالخارج، وكانت النتائج اللحظية مشجعة. فبدأ حينذاك يظهر نوع من الاستثمار في ذلك المجال انتقل من الواحة إلى الأراضي البورية المتاخمة لها، خصوصا في الجنوب (غليل، البور... حيث تجاوز عدد المحطات هناك 400) وقد بلغ ذروته في الثمانينات من القرن الماضي. ولكنه بعد ذلك ظهر جليا أن الحل القائم على ضخ المياه الجوفية يعتبر تبديديا وغير مستديم بحيث انخفض منسوبها بشكل خطير مما عرض معظم تلك المحطات وتلك الاستثمارات للتوقف والكساد. والأخطر من ذلك أن غور تلك المياه خلق أزمة خانقة بشأن مياه الشرب بلغت حدتها في صيف 2004. كما أنه خلف أزمة إيكولوجية تمثلت في تجفيف التربة مما قضى على محاصيل زراعية كثيرة ذات الجذور العميقة كالنخل واللوز...

ملحوظة: إن ضخ مياه الشرب من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب من آبار تتواجد في قلب الواحة أو من طرف السكان باستعمال المضخات الكهربائية المنتشرة خصوصا بعد كهربة جل دواوير الواحة، وأيضا ضخها غرب الواحة من طرف شركة معادين إيمضر، تعتبر عوامل إضافية ساهمت في تبديد الفرشة المائية الباطنية.
‌ج. التصحر



ينتج أساساً عن الجفاف بحيث نجد أن أطراف الواحة خصوصا في النصف الجنوبي أصابتها القحولة وأصبحت جرداء وفقدت فيها التربة خصائص خصوبتها (منطقة أيت امحمد، أيت بويحيا، أيت إيعلا، أمزاورو..) واندثرت فيها عدة منظومات بيئية. كما أن الترمل أيضا يساهم في التصحر خصوصا في منطقة العطف بأيت امحمد.
‌د. هشاشة البنية الخاصة باستغلال الموارد المائية



حينما ندرك جيدا أن الماء هو العامل الأساسي والمحدد في الأزمة التي تعرفها الواحة، نعلم قدر الأهمية التي تكتسيها العناية بالبنيات الخاصة باستغلاله، هذه البنيات توجد في حالة جد سيئة ومن ذلك:

أ- السواقي:

لا تزال تقليدية في أغلب الأحيان وهي عبارة عن ممرات تعبر بين الحقول يَسهُلُ فيها ضياع الماء بالتسرب والترشح والتبخر، ويقدر ذلك الضياع في معظم الأحيان بنسبة %40. أما استخدامها فيجعل عملية السقي جد صعبة تكلف كثيرا من الجهد والوقت.

ب- السدود الصغيرة:

نجدها على طول الواحة مستعرضة على النهر تمكن من تحويل مياهه إلى الحقول ويبلغ عددها 7، أغلبها تملؤه الأوحال إلى درجة تمنع تحويل المياه والبعض الآخر أصيب بالانهيار (سد أيت إيحي نعدوان مثلا) والبعض الآخر لم يعد ارتفاعه يكفي لتحويل المياه نتيجة ارتفاع مستوى الحقول بسبب الترسبات الوحلية (سد أيت إيعلا مثلا) والبعض الآخر في وضعية صعبة ومهدد بالسقوط (سد إعدوان مثلا) ثم إن سواقي التحويل المتصلة بتلك السدود لا تزال في كثير من الأحيان تقليدية تملؤها الرواسب بسهولة مما يحول دون تحويلها للمياه.

ج- محطات الضخ:

أغلب هذه المحطات توقفت عن النشاط بفعل:

* غور المياه الجوفية.

* ارتفاع تكاليف الاستغلال.

* الأعطاب الميكانيكية المتلاحقة للمضخات والمحركات الناتجة عن سوء الصيانة.

* النزاعات المرتبطة باستغلالها.

د- الخطارات :

جل الخطارات توقفت عن النشاط في المنطقة منذ عقود الستينات من القرن الماضي، نتيجة سوء صيانتها وضعف صبيبها والنزاعات التي تنشأ بين القبائل بشأنها ومن ذلك نذكر خطارات أيت امحمد وخطارات الحارة... وقد أصبحت الخطارات في بعض المناطق تستغل كحفر للردم الصحي، مما ينتج عنه تلويث المياه الباطنية.
‌ه. هدر الماء



إن كثيرا من طرق استغلال الموارد المائية وكثيرا من التقنيات الزراعية تجعل الماء عرضة للهدر في الواحة ونذكر من ذلك:

* الطبيعة التقليدية لقنوات الري.

* الاستغلال التبذيري للماء في بعض المناطق من الواحة.

* استعمال بعض المزروعات المبددة للماء بفعل عملية النتح (التبخر) ومن ذلك الذرة.

* الجهل بالتقنيات الفلاحية التي تمكن من المحافظة على الماء من التبذير (أوقات السقي، كميات الماء المطلوبة، طريقة الحرث...)

* عدم تنظيم إجراءات عملية السقي: فسقي الحقول المتناثرة في الواحة يساهم في هدر الماء عكس ما يحدث إذا ما تم تنظيم السقي بانتقال الماء من حقل إلى الذي يليه.
‌و. التعرية والانجراف



تعرف الواحة طوبوغرافية تتميز بالانحدار من الشمال إلى الجنوب مما يرفع من سرعة جريان الماء خصوصا أثناء الفيضانات ويعرض الحقول للانجراف، كما أن عدم وجود شبكات ري منظمة يجعل الماء يتنقل عشوائيا في الحقول ويتجه بشكل انحداري نحو النهر، فتتعرى بذلك التربة وتزول طبقتها العليا الخصبة. كما أدى انهيار بعض السدود (سد بأيت إيحيى نعدوان مثلا) إلى انجراف شديد على مساحة كبيرة من عاليته. كما أن الاستغلال العشوائي لمقالع الرمال في بعض المناطق (منطقة تاغيا مثلا) يعتبر من أهم أسباب انجراف الأراض المتاخمة للوادي.
‌ز. التوحل



إن موقع واحة تودغى في السفح الجنوبي للأطلس الكبير يجعلها تتلقى مجموعة من الروافد النهرية، عددها ستة والتي تجمع مياه السفوح المحاذية محدثة فيضانات تأتي إلى الواحة بترسبات وحلية سميكة تقضي على كثير من المزروعات وتؤثر على خصوبة التربة وبنيتها وتحكم على الفلاح ببذل مجهود كبير لإزالتها وإعادة تهيئة الحقول.
‌ح. ضعف الارتباط بالأرض



بعد تفاقم أزمة الجفاف في المنطقة تأكد لمعظم الفلاحين أن الأرض لم تعد كما كانت مصدرا مؤمنا للرزق، فشرعوا في البحث عن بدائل أخرى وتخلت الأغلبية عن العمل الفلاحي وحدثت موجة من الهجرة موزعة بين المحلية (إلى مركز تنغير) وداخلية (إلى بعض المدن كالرباط وأكادير) وخارجية (إلى فرنسا وأوروبا عموما)، وقد مست هذه الهجرة بالخصوص السواعد الشابة المؤمنة لليد العاملة في الحقول. أما الباقون فقد جعلوا النشاط الفلاحي ثانويا وامتهنوا حرفاً أخرى لتبقى الأرض عرضة للضياع وسوء الاستغلال، وتصبح أغلب الممارسات الفلاحية عشوائية وبدائية تغيب فيها التقنية الحديثة ([4]). وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من ملاكي الأراضي لجأووا إلى كراء أراضيهم لأشخاص آخرين من أجل استغلالها، وقد بلغت نسبة هؤلاء مثلا في تودغى العليا: %12 ([5]).

ملحوظة: منذ سنة 1986 (بداية كهربة الدواوير المحيطة بمركز تنغير) شرع الكثيرون (خصوصا متقاعدو الجالية بالخارج) في إقامة حدائق داخل أسوار منازلهم مما زاد من حدة إهمال حقول الواحة، وساهم أيضا في الضغط على الفرشة المائية الباطنية.
‌ط. اندثار بعض الأعراف المحلية



ومن الأعراف المحلية التي تعرضت للإهمال والاندثار عُرف تنصيب المسؤول عن تسيير الحقول (أمغار نْ تمازيرت) الذي يقوم بمعية أعوانه بمهام الحراسة وتنظيم السقي وحفر السواقي وتغريم الخارجين عن الأعراف وفض النزاعات...

كما أن الروح الجماعية التي تؤطرها تلك الأعراف القبلية تلاشت بشكل كبير ومن ذلك التضامن الجماعي لإنجاز بعض الأشغال ذات المنفعة العامة وكذا التعاون على شكل مجموعات في إنجاز بعض الأشغال الخاصة كالحرث والحصاد (عملية التويزة).
‌ي. الآفات الطبيعية



من أبرزها مرض البيوض الناتج عن فُطرٍ يسمى Fusarium Oxysporum الذي قضى على أعداد هائلة من أشجار النخيل خصوصا من الأنواع الجيدة في الواحة. وتساهم طرق السقي التقليدية في نقل العدوى بهذا المرض ولا يوجد حاليا أي علاج ناجع له.

طفيليات أخرى تصيب كثير من الأشجار يكون الفلاح في كثير من الحالات عاجزا على اكتشافها في الوقت المناسب الذي يمكن من تدارك الموقف، وفي أحيان أخرى غير قادر على تغطية تكاليف المعالجة الكيميائية.

آفة الجراد أيضا اجتاحت سنة 2004 بعض مناطق الواحة وخلفت خسائر في المزروعات، ولكن الأخطر من ذلك: التأثيرات السلبية للمبيدات الكيماوية المستعملة لمقاومته والتي تهدد التنوع البيولوجي في المنطقة، وقد سببت فعلا في القضاء على أعداد كبيرة من خلايا النحل.
‌ك. تجزيء الأراضي الزراعية



إنه مع الارتفاع الكبير في أعداد الساكنة المحلية في العقود الأخيرة، ونتيجة للتحولات الاجتماعية التي يعرفها المجتمع، والتي بدأت تأخذ منحى تقسيم الأسر الكبيرة، فإن الملك الزراعي تعرض لتجزيء وتقسيم كبيرين، مما نتج عنه تردي كبير في كيفية وظروف الاستغلال وضعف في المردودية والإنتاجية. ونذكر هنا أن القطع المزروعة التي لا تتجاوز مساحتها 0.5 هكتار تمثل ([6]) :

- %100 من الأراضي المستغلة بتودغى العليا.

- %53.5 ببلدية تنغير.

- %35.6 بتودغى السفلى.
‌ل. امتداد العمران إلى الأراضي الزراعية



في بعض المواقع من الواحة يُلاحظ هجوم عمراني على الأراضي الزراعية وكمثال على ذلك ما يحدث في مركز تنغير (حقول "حنبل") وفي أمزاورو (حقول "أكال أملال").
‌م. التلوث



ينتج التلوث عن الأنشطة السوسيواقتصادية التي تمارس على ضفاف الواحة خصوصا في مركز تنغير الحضري، ونذكر من ذلك :

‌أ. قذف مياه الصرف الصحي (الواد الحار) دون أية معالجة في إحدى الشعب المحاذية للواحة (غرب تجماصت) لتتسرب عبرها وتلتحق بنهر تودغى في منطقة أيت امحمد، حيث هناك يستغلها الفلاحون في سقي الحقول وهو أمر إن بدت له مردودية آنية فستكون له عواقب وخيمة على التربة والنباتات والماشية والإنسان في وقت لاحق. وخلال جريانها على السطح فإنها تترشح إلى باطن الأرض لتلوث أيضا الفرشة المائية الباطنية.

‌ب. الجريان السطحي من المنطقة الحضرية: يتواجد مركز تنغير في منطقة محادية للواحة وعلى سطح يتميز بالانحدار في اتجاهها مما يسهل التحاق مياه الجريان السطحي الناتج عن الأمطار من التسرب نحو الحقول والوصول إلى النهر، تلك المياه تتحمل بكثير من الملوثات الناتجة عن بعض الأنشطة الصناعية كالدباغة والحدادة والنجارة والتلحيم... وعن معاصر الزيتون وورشات البناء.

‌ج. النشاط السياحي: في شمال الواحة تنشط الحركة السياحية فنجد هناك العديد من المنشآت الخاصة بها على ضفاف النهر، تصدر منها فضلات وملوثات عديدة وتنتشر من حولها الأزبال (خصوصا المواد البلاستيكية) كما أنه يتم هناك استغلال المياه بشكل غير معقلن لتنظيف وسائل النقل وغسل الملابس والأواني... وتظهر حاليا بشكل جلي مؤشرات بيولوجية للتلوث على طول النهر، خصوصا في شماله بحيث يلاحظ وجود الحلازين الثابتة في الماء، مما يعني أن المادة العضوية الضرورية للتغذية تتوفر لها، وهذا يؤشر على تلوث ذلك الماء.

‌د. النشاط الفلاحي: إن الاستخدام الزراعي للمبيدات والأسمدة الكيماوية بشكل مفرط يُعتبر مصدراً خطيرا لتلوث المياه السطحية والجوفية في الواحة. كما أن تجميع روث البهائم في الحقول قبل استعماله في عملية تحسين بنية التربة يمثل واحدا من أسباب التلوث في الحقول

***

المصدر أحمد صدقي
Mohamed
Mohamed
مدير موقع العلوم الرياضية
مدير موقع العلوم الرياضية

ذكر عدد الرسائل : 1265
العمر : 35
Localisation : Paris
Emploi : etudiant en Classes Preparatoires aux Grandes Ecoles PCSI Lycee technique Raspail Paris
Loisirs : Internet Programmation Electronique
تاريخ التسجيل : 04/04/2007

بطاقة الشخصية
ملاحظات:

http://sciencemaths.c.la

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى