هل كان البرت اينشتاين لصاً؟

في كتابه العام 1902 «العلم والفرضية», استعرض عالم الفيزياء والرياضيات الفرنسي هنري بوانكاريه مشهد الفيزياء الحديثة, فاكتشف وجود ثلاثة الغاز كبرى: التذبذب الفوضوي للجزئيات الصغيرة العالقة في السوائل والذي يدعى «الحركة البراونية, والحقيقة الغريبة بان المعادن تبث الكترونات حين تتعرض الى الضوء الفوبنفسجي المعروف باسم التأثير الكهروضوئي ؛ واخيراً فشل العلم في العثور على الاثير, وهو المكان غير المرئي الذي كان يعتقد ان موجات الضوء تنتقل عبره.
وفي العام 1904, قرأ موظف براءات اسمه البرت اينشتاين كتاب بوانكاريه, وبعدها بعام واحد حل كل الغازه.كيف فعل ذلك؟.
هذا ما يستعرضه كتابان صدرا حديثاً عن اينشتاين: الاول لجون ريدغين بعنوان «اينشتاين 1905: مستوى العظمة», والثاني لارين بورن بعنوان «رسائل بورن­ اينشتاين, 1916­1955: الصداقة والسياسات والفيزياء في زمن مضطرب» .
في الكتابين نكتشف ان اينشتاين حل لغز الاثير عبر نسف دعامتين من فيزياء نيوتن حول الزمن المطلق والمكان المطلق, واحل مكانهما النظرية الخاصة للنسبية التي تقول ان الزمان يتمدد والمكان يتقلّص حين نقترب من سرعة الضوء.لكن في الورقة التي طرح فيها اينشتاين نظريته الثورية هذه, لم يشر الى اي مرجع, مما اوحى بان كل الافكار فيها كانت من عندياته.بيد ان المؤلف ريدغين يوضح ان الكثير من المعلومات والمواد حول هذه المسألة كانت متداولة بين العلماء العام 1905. لا بل بعض هذه الافكار نشر بالفعل.وهكذا, فإن الفيزياء كانت في الواقع على شفير تغيّر كبير مع مطلع القرن العشرين.كل ما فعله اينشتاين هو جمع هذه المعطيات معاً ثم طرح السؤال الكبير بطريقة صحيحة .
بعد نصف قرن من هذه السنة العجائبية €1905€, وفي الجملة الاخيرة من رسالته الاخيرة الى صديقه وخصمه الفكري الفيزيائي ماكس بزرن, كتب اينشتاين المحتضر: في الظروف الراهنة, المهنة الوحيدة التي يمكن ان اختار هي تلك لا يكون فيها لكسب لقمة العيش اية علاقة بالبحث عن المعرفة. وهكذا, فإن الرجل الذي اطلقت افكاره ثورة في العلم اختتم حياته بطرح فكرة اشكالية حول نفسه, وحول ما إذا كانت عبقريته اصيلة ام مستوردة؟