ورزازات تودغى دادس...الواقع المرير

على مساحة 731200 هكتارا تمتد من السفح الجنوبي الكبير إلى المنحدر الشمالي لجبل ساغرو تقع منطقتا تودغى ودادس ـ ورزازات ـ بين حوضين مائيين : حوض درعة غربا و حوض غريس شرقا بساكنة تصل إلى 218026 نسمة حسب احصائيات 2004، وتتميز بمؤهلاتها السياحية ذات الصيت العالمي من قصبات وقصور، ووديان ومضايق وواحات النخيل و نباتات أخرى، مآثر تاريخية، متحف سوق الخميس وموسم الورود بقلعة امكونة، إلى جانب التراث الثقافي والطبيعي الغني. تفاوت وضعف في البنيات التحتية: إلا أن هذا المجال أصبح يعاني مشاكل تهدد توازنه، إذ هناك فوارق بين المناطق من حيث المياه مع الندرة و تكاثر الطلب، و تعاظم أسباب التلوث مع التنافس على الاستعمال، أما التربة فتعاني من الاستنزاف، التدهور الطبيعي، تراجع في المساحة، تفتيت الملكيات و تباعدها، ضغط ديموغرافي، ضغط عمراني و ضغط الأنشطة السياحية، بينما تتدهور المناطق الغابوية والرعوية باستمرار بسبب الضغط البشري وضعف منظومة التدبير المحلي التقليدي. أما على المستوى الديمغرافي، فقد انتقل معدل النمو السنوي من %3,5 بين سنتي 1982 و 1994 إلى 1,2 % بين 1994 و 2004، سكان شباب، إذ نجد 61,5 % من السكان تتراوح أعمارهم بين 15 و 59 سنة، غير أن نسبة الفئة العمرية: 0-5 سنوات قد نزلت من 19,3 % سنة 1994 إلى 8,4 % سنة 2005، وهي ساكنة نشطة : رغم ضعف مؤشرات الشغل فان اليد العاملة عائلية، و هناك مشاركة المرأة و الأطفال، إضافة إلى ظهور أنشطة جديدة جعل معدل التشغيل يصل إلى 53 % . ويتوزع نشاط السكان بين الفلاحة، و التجارة و الخدمات، و الإدارة العمومية، و الرعي و الصناعة التقليدية. ويمثل المهاجرون 13 % من السكان، حيث أنه من كل عشر عائلات سبعة تمسهم الهجرة، نصف السكان النشيطين معنيون بالهجرة القروية، شخص من كل أربعة أشخاص نشطين يعيش بالخارج، هجرة محلية، وطنية و دولية . يتزايد الضغط على المجال الواحي حيث ينتشر 302 دوار مع تطور طريقة الولوج إلى ملكية السكن، إذ تشكل الاراثة حوالي 37 في المائة واقتناء السكن حوالي 48 في المائة . أما البنية التحتية، فلازالت جل المناطق تعاني هشاشة كبيرة، فعلى مستوى المياه، يسجل ضعف و عدم كفاية الشبكة الحالية، وتستهلك الفلاحة 90 % من الموارد المائية، كما أن انتشار العمران بشكل عشوائي يضعف القدرة على التجهيز مع تعرض الموارد المائية للتلوث بفعل ضعف أوغياب الصرف الصحي، إذ يتم القذف بالمياه المستعملة في المحيط الطبيعي و جمع المياه المستعملة بآبار لا تستجيب لمتطلبات الصحة و الصيانة مع محدودية تغطية محطة المعالجة بالمدن و ضواحيها و محدودية تغطية محطة المعالجة بقلعة مكونة مع مشكلة تموقعها داخل النسيج الحضري، إضافة إلى إشكالية ربط التجزئات الجديدة بشبكة الصرف الصحي و ضعف الوعي الفردي و الجماعي بخطورة مشكل الصرف الصحي. كما تعاني شبكة الطرق و المواصلات و النقل من صعوبات كبيرة، إذ مازالت عدد من الطرق تعرف انقطاعات خلال فترة الأمطار وعدد من الطرق تتخللها مقاطع في حالة سيئة. الطرق لازالت في حالة ممرات غير مزفتة، كما تطرح الصيانة مشكلة كبرى، خصوصا بالنسبة للطرق المعرضة لانهيار التربة أو الفيضانات، كما أن الطرق الحضرية و شبه الحضرية توجد، في مجملها، في حالة سيئة مع تسجيل خصاص كبير على مستوى الأحياء، والنقل الطرقي يشكل الوسيلة الوحيدة لتنقل الأشخاص و نقل البضائع . أما عن التمدرس، فرغم المجهودات المبذولة من أجل التغطية بالبنايات المدرسية فان نسبة الأمية لا زالت مرتفعة و نسبة التمدرس لا ترقى إلى المستوى المطلوب . وهونفس الوضع الذي تعيشه الصحة، اذ أن التأطير الطبي لا يتعدى في المعدل طبيبا لكل 5571 نسمة بإقليم وارزازات، فيما المعدل الوطني يصل إلى طبيب لكل 1560 نسمة . مخطط طموح لتجاوز الوضع الحالي : ومن أجل وضع مخطط لتجاوز هذه الاختلالات، تم إطلاق دراسة لوضع مخطط لتوجيه التهيئة العمرانية لدادس وتودغى، وانعقد اجتماع للجنة المركزية للمخطط مؤخرا بورزازات تم خلاله تقديم الدراسة التي أنجزها فريق العمل المتكون من محمد الحبيب اليكدوري الأشقري، إبراهيم فسكاوي ومحمد أيت حمزة، مخطط يروم إدماج الهوامش ضمن الدينامية التي تعرفها الواحات ، تقاسم ضغط العمران بين ضفتي الوديان ( إحداث القناطر و المعابر)، الحد من ظاهرة التمدن الخطي ( الطولي) و تقوية المراكز المهيكلة، ترشيد استعمال الأراضي المفتوحة للتعمير، ترشيد تموقع المرافق الجماعية حتى تقوم بدورها المهيكل للمجال و أجزاء من تراب 18 جماعة، 3 منها حضرية ( قلعة مكونة، بومالن دادس وتنغير) و 15 قروية تم تقسيمها إلى ثلاث مناطق:المنطقة العليا : و تضم جماعات : أيت هاني، تيلمي، مسمرير، و أغبالو نكردوس، المنطقة الوسطى : و تضم جماعات : آيت سدرات الجبل العليا، آيت سدرات الجبل السفلى، آيت يول، و تودغة العليا و المنطقة السفلى : و تضم جماعات : سوق الخميس دادس، آيت سدرات السهل الشرقية، آيت سدرات السهل الغربية، تودغة السفلى، تاغزوت، فركلة السفلى، الملعب، بالإضافة إلى بلديات: قلعة مكونة، بومالن و تنغير . فعلى مستوى الإطار البيئي، يقترح المخطط تجنب إحداث أنشطة تستهلك المياه بكثرة واعتماد مخطط لترشيد استهلاك الماء واستعمال تقنيات حديثة من أجل ذلك و مراقبة ضخ المياه الباطنية مع إحداث منشآت لحصر مياه السيول و تعميم التشجير لتخفيف آثار السيول و تمكينها من تغذية الفرشات المائية الباطنية و اعتماد عمران يتوخى اقتصاد الماء و صيانة الثروة المائية من التلوث. أما على مستوى التربة الفلاحية فيدعو المخطط إلى منع البناء بالأراضي الفلاحية المعاشية، وصيانة التربة من عوامل التعرية لاسيما بالمناطق العليا، وتطوير وسائل الحفاظ على التربة و الماء وتعميم التشجير و تصحيح مسارات السيول. وتشجيع الاستقرار بالمناطق العليا مقابل الحد من العمران بالمناطق الوسطى وتأهيل الطاقة الاستيعابية للمناطق السفلى . و فيما يتعلق بالسكن، فيقترح المخطط حصر السكن ذي الكثافة العالية في مراكز تمكن من توفير المرافق الجماعية و التجهيزات التحتية، اعتماد خطة طويلة الأمد لإعادة هيكلة السكن الناقص التجهيز و إدماجه ضمن منطق مركزية بعض المرافق الجماعية، تركيز مجهودات توفير السكن اللائق بالمناطق العليا و السفلى، إخضاع أراضي الجموع المزمع تقسيمها للقانون المتعلق بإحداث التجزئات و المجموعات السكنية و تقسيم العقارات، التركيز على المرافق و التجهيزات التقنية المصاحبة للسكن و التشجيع على مراعاة خصائص الهندسة المعمارية المحلية . البنية التحتية و المرافق العمومية حظيت بنصيب وافر من الدراسة التي اقترحت استغلال الطريق كوسيلة لفك العزلة و عاملا من عوامل التنمية المحلية، اعتماد شبكة طرقية على شكل ‘’ دوائر ‘’ ( حول المدن، حول الواحات، حول الوديان، حول الجبال ...الخ)، تقوية إمكانيات التواصل الداخلي عبر إحداث القناطر بين ضفتي الوديان مع الحفاظ على المناظر الطبيعية الحالية، تنظيم النقل الجماعي عن طريق إحداث سلسلة من المحطات الطرقية و اعتماد شبكة معيارية مرجعية لإحداث المرافق العمومية و الجماعية عند وضع وثائق التعمير أو دراسة ملفات التجزئات السكنية . وأشار مدير الوكالة الحضرية لورزازات زاكورة إلى أن المخطط يدخل في إطار جهود الوزارة المنتدبة المكلفة بالإسكان والتعمير لتغطية الإقليم بوثائق التعمير الملائمة لخصوصيات التجمعات البشرية المحلية، واعتبر المخطط لبنة أولى وقاعدة أساسية لوضع استراتيجية شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال توظيف البيئة والتراث والإنسان. ومن جهته أكد إبراهيم فسكاوي على خصوصية هذه الدراسة لكون مجالها يمتد على طول 200 كيلومتر، ويتميز بالهشاشة، إذ يجب تطويره مع المحافظة على توازناته
منقووووول للافادة

merci pour ton intervention Mohamed
et je veux te dire que se sont nous qui vont INCHAE ALLAH améliorer la situation de notre région
alors cher membres
soyez fidèles pour vos origines et participer au développement de votre région
mes salutations