الهجرة إلى المدينة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الهجرة إلى المدينة
هجرة الصحابة "رضي اللّه عنهم": | |||
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير- رضي اللّه عنه- إلى المدينة بعد بيعة العقبة الأولى ليعلم أهلها القرآن وتعاليم الإسلام (1) لاسيما وأنه قد زاد عدد المسلمين بعد هذه البيعة، التي تهيأت بعدها أرض الهجرة واطمأن النبي صلى الله عليه وسلم على وجود بلد آمن يستطيع المسلمون أن يعبدوا اللّه فيه ويأمنوا شر عدوهم. | |||
وبعد بيعة العقبة الثانية أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة، وقال لهم: "إني أُريت دار هجـرتكم ذات نخلٍ بين لابتين" وهما الحرتان (2). فخرج الصحابة مهاجرين من مكة إلى المدينة تاركين ديارهم وأموالهم. | |||
موقف قريش من هجرة الصحابة: | |||
فطنت قريش لأمر الهجرة فحاولت أن تمنع المهاجرين وبلغ بها الأمر أن فرقت بين الزوجين كما حدث لأبي سلمة وزوجه (3)، واعترضت سبيل صهيب الرومي- رضي اللّه عنه- حتى ترك لهم كل ماله عند ذلك خلوا سبيله (4)، وبالرغمِ من شدة المضايقة والتعذيب خرج المسلمون من مكة فراراً بدينهم وطاعة وانقيادًا لأمر اللّه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، الذي بقي في مكة واستبقى معه أبا بكر- رضي اللّه عنه- رفيقاً له في هجرته منتظراً أمر اللّه تعالى له بالهجرة إلى المدينة (5). | |||
مؤامرة دار النـدوة: | |||
خاف المشركـون أن يلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه في المدينة فتزداد قوتهم وخـطرهم على قريش، فعقـد رؤساؤهم مؤتمراً في دار الندوة للتشاور في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال بعضهم: أثبتوه بالوثاق، وبعضهم قال: بل أخرجوه من بينكم، وقال آخرون: بل اقتلوه، ثم أجمعوا على أن يقتلوه وقد حفظ اللّه نبيه صلى الله عليه وسلم من مكـرهم وتدبيرهم. قال تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين} فأوحى اللّه تعالى إلى رسوله بمكرهم وأذن له بالهجرة (6). |
إلى الأعلى | ||||
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه الصديق: (7) | ||||
لما أراد أبو بكر الصديق- رضي اللّه عنه- الهجرة إلى المدينة مع من هاجر من الصحابة- رضوان اللّه عليهم- قال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "على رِسلك فإني أرجو أن يؤذن لي". ومنذ ذلك اليوم أخذ يستعد الصديق- رضي اللّه عنه- لأمر الهجرة، فجهز راحلتين إحداهما له والأخرى لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، ولما أذن لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالهجرة أمر علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- بالمبيت في فراشه، ثم جاء إلى أبي بكر الصديق- رضي اللّه عنه- في وقت الظهيرة متقنعاً في ساعة لم يكن يأتيهم فيها فأخبره بإذن الله له في الهجرة فطلب الصديق- رضي اللّه عنه- الصحبة، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "نعم". | ||||
قالت أم المؤمنـين عائشة- رضي اللّه عنها-: "جهزناهما أحث الجهاز، وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر- رضي اللّه عنها- قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب" فبذلك سميت ذات النطاق. | ||||
واستأجر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر- رضي اللّه عنه- رجلاً من المشركين أمناه وهو عبد اللّه بن أريقط ليكون دليلاً لهما إلى المدينة، فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه بغار في جبل ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث، ثم لحق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر- رضي اللّه عنه- بغار ثور فكمنا ( فيه ثلاث ليال. | ||||
وخلال هذه الأيام الثلاث كان يأتيهما عبد اللّه بن أبي بكر- رضي اللّه عنهما- بأخبار قريش فقد كان يخالط قريشاً في النهار فيسمع كل أخبارهم، فإذا جن الليل جاء إلى الغار فأعلمهما بما يدبر لهم كـما كان يأتيهما عامر بن فهيرة- رضي اللّه عنه- مولى أبي بكر بالغنم إذا حل الظلام فيشربان من لبنها، وكان ذلك في كل ليلة من الليالي الثلاث. | ||||
حينما علمت قريش بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر- رضي اللّه عنه- إلى المدينة جعلت دية في كل واحد منهما لمن قتله أو أسره. | ||||
فأخـذ المشركون يبحثون عنهما، حتى أن بعضهم وصل إلى الغار. فقال أبو بكـر: "يا رسول اللّه لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا". فقال عليه الصلاة والسلام: "ما ظنك يا أبا بكر باثنين اللّه ثالثهما" (9). | ||||
وحينما حل الموعد المضروب للدليل قدم، فخرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر ومولاه عامر بن فهيرة فسلك بهم الدليل طريق الساحل صوب المدينة. وفي أثناء سيرهم بعد خروجهم من مكة رآهمِ رجل من بني مدلج فأخبر قومه بذلك ولكن سراقة بن مالك صرفه عما قال طمعاَ في الحصول على جائزة من قريش، فخرج سراقة مختفياً وركب فرسه، وأخذ يجد في السير حتى اقترب منهم فقال أبو بكر: "هذا الطلب قد لحقنا يا رسول اللّه". فقال: "لا تحزن إن الله معنا" (10). فإذا بقوائم فرس سراقة قد ساخت في الأرض حتى بلغت الركبتين، فسقط عنها ثم زجرها، فنهضت فما كادت تخرج يديها حتى سطع لأثرها غبار ارتفع في السماء مثل الدخان، فعلم سراقة أنه ممنوع منهم وداخله الرعب، فناداهم وطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب أمان، فكتب له عامر بن فهيرة، وعاد بعدها سراقة لا يلقى أحداً من المشركين إلا رده، ويقول: (قد كفيتم ما هاهنا) ومضى الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المدينة (11).
|
Mohamed- مدير موقع العلوم الرياضية
- عدد الرسائل : 1265
العمر : 34
Localisation : Paris
Emploi : etudiant en Classes Preparatoires aux Grandes Ecoles PCSI Lycee technique Raspail Paris
Loisirs : Internet Programmation Electronique
تاريخ التسجيل : 04/04/2007
بطاقة الشخصية
ملاحظات:
رد: الهجرة إلى المدينة
جزاك الله كل خير على الموضوع
Omar_4- نائب مشرف
- عدد الرسائل : 258
العمر : 35
Localisation : Marrakech
Emploi : Etudiant
تاريخ التسجيل : 25/01/2008
بطاقة الشخصية
ملاحظات:
مواضيع مماثلة
» أسباب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا
» الهجرة.. حلم يداعب أحلام الشباب
» التهيئة الحضرية والريفية أزمة المدينة والريف و أشكال التدخل
» الهجرة.. حلم يداعب أحلام الشباب
» التهيئة الحضرية والريفية أزمة المدينة والريف و أشكال التدخل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى